فرقة المسرح العربي الكبير بقصور الساف
في عرض مسرحي
ضحكة وافية
يدير هذه الفرقة السيد مخطار مبروك
المناخ العام =
الحضور الجماهيري كان مكثفا و هذا ليس غريبا على جمهور هذه البلدة فهو عريق في تذوقه للأعمال المسرحية , لقد تأسست فيها الفرقة المسرحية بقصور الساف منذ زمن بعيد يعو د الى أربيعينات من القرن السابق و لها العديد من الانجازات و ح
للفرقة المسرحية " المغرب الكبير بقصور الساف "عنوانها = صدت العديد الجوائز من مهرجنات وطنيية و دولية, طوال هذه الفترة الزمنية تأسس فيها جمهورا يعشق المسرح و يواكب تظاهراته .
سهرة الليلة لم يغب كعادته على التشجيع والمتابعة , يقول البعض أن هذا الجمهور ليس جمهورا مسرحيا فهو مجّرد جمهور فرجوي , حتّى و ان كان هذا الانطباع صحيحا , فهو هكذا يكون في البداية ثّم يتدرج ليصبح جمهورا مسرحيا .
لكن هيهات . مسرحية هذه الليلة حّتى الجمهور الفرجوي غادر القاعة غاضبا منذ الدقائق الأولى من بداية العرض .
الاخراج=
أشرف على الاخراج السيد مخطار مبروك معروف بأعماله الجدية في المسرح و ذات قيمة فنية و المعروف عن هذه الشخصية أنه صاحب دعابة وفي ذات الوقت لا يهمل الجانب الفني للعمل الدرامي لكن هذه المّرة خاب مسعاه و السبب الرئيس هو الضعف الفادح في بنية النص للعملية الاخراجية , حاول قدر المستطاع اخراجه من المباشراتية و اعطائه مسحة فنية ذات طابع ترميزي تأويلي لكن فداحة النص في السخف و الردائة جعل هذا يكاد مسحيلا.
رغم هذا فالمخرج أبدع في تصميم مشهد المقبرة و قدم لنا لوحة في غاية الروعة و الجمال تتناغم فيها المؤثرات الصوتية مع الحركات الجسدية في انسياب خطف لّب المشاهد لكن هذا لا يكفي في ظّل نص يفتقر الى أبسط قواعد الحبكة الدرامية هي " الحكاية " نص لا بداية له و لا نهاية.
المآخذ=
أستهلت المسرحية بمشهد لشخص ينام على طاولة و ضعت وسط خشبة المسرح , هذه الشخصية حارس ليلي باحدى الادارات و جميع أحداث المسرحية انطلقت من أحلام هذا الحارس الذي راح يجمع لنا الأحداث و يختزلها في أعماله الحلمية و سرد لنا العديد من المشاكل الادارية الى أن استيقض على صياح احدى الموظفين يعلمه أنه تأخر على موعد فتح الادارة و تنتهي المسرحية .
أعود الى نقطة البداية , ترك المخرج متسعا من الوقت جعل فيه المتقبل يشعر بالملل و الضجر مما دفع بالبعض من الجماهير الى الشويش .
لكن باختصار يلمس المتفرج أن هناك اجتهاد في العملية الاخراجية .
الجمهور =
الظاهرة الملفتة للانتباه ان الجمهور لا يزال ينتابه موجة من التماهي مع الممثل أو بالأحرى بالعملية التمثيلية فيجعل منها مخاطبا لذاته يتحاور معها بشكل مباشر و الطريف في الأمرأنه لا يترك حركة ولا طرادة الا و له مواقف ارتجاعية تجاهها .
و تبدأ هذه الظاهرة في التقلص تدريجيا الى أن تختفي اذا نجحت المسرحية في استقطاب المتقبل منذ الوهلة الأولى .
الممثل =
الملفت للانتباه أن الثلاث ممثلين العاملين فى هذه المسرحية يتمتعون بطاقة ابداعية في غاية الروعة , لكن من المؤسف لم يتم استغلالها على الوجه الأكمل , أعود و أقول أن النص أعاق جميع الأعمال ليس الاخراجية فقط بل حّتى قدرات الممثل أصبحت شبه نمطية و مقولبة.
شكرا للسيد مخطار مبروك على هذا العمل و نرجوا منه أن يتفادى النصوص الهابطة .
المسرح في قصور الساف لا يزال له جمهوره و محبيه.
Kouldoun zarraa
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق