العمل على تطوير مفهوم العمل البلدي و فلسفته الاجتماعية ضروري في واقعنا اليومي لتصبح البلدية اداة فعالة في التنمية و الاندماج الاجتماعي و التفاعل الوطني
ونحن جميعا نعرف ما تحضى به البلدية من دورفعال في صياغة السياسة العامة للبلاد و هذا يتجلى في اوضح صوره في المجتمعات المتقدمة عندما يصبح العمل البلدي الارضية القوية في صياغةا لقررات السياسة العامة للدولة. و هذا يستوجب منا سن قوانين عصرية تتماشى مع روح العصر و مواطنة تطبيقية براجماتية فاعلة,(لامواطنة كلامية مشافهوية سجالية الطباع ) تتوفر فيها المسؤولية مدنية ,في غاية التحضر و الالتزام .
من صفات المجلس البلدي التحلي بروح القيادة و الشفافية و بشخصية قوية صقلتها المعرفة العلمية و التربية و الثقافة الواسعة و العلاقات المتحركة الدينامية للتواصل و التوصل الى قرارات رصينة و ثابتة بفعل قوانين الاراء CONSENSUS
و هذا لا يتحقق الا اذا ارسينا صيغة مفهومية عصرية للبلدية في سياق عمل متكامل بين -الدولة و- المجتمع المحلي و- المجلس البلدي , الاساس في هذا الثلاثي هو المجتمع المحلي عكس ما يعتقد البعض ان كل الامور مردها الى الدولة.
المجتمع المحلي يطلب من المجلس البلدي سوى التحلي بوعي المسؤول و بثقافة التواضع و التصرف بثقة وشجاعة و النهج الصحيح من خلال الاستمرارية و المثابرة و التضحية و التضامن و احترام القانون و قبول الاختلاف و الابتعاد عن الانانية والمصلحة الضيقة .
هل من المعقول و نحن في القرن الواحد والعشرون ان نحول الاختلاف االى خلاف و التباين في الراي الى مازم و مشاحنات و صراعات؟.
و بالمقابل نجد المواطن لا يثق في الاخر و يبني افكاره على الاحكام المسبقة بدون ان يعطي المسؤول الفرصة للقيام بمهامه و ان يمنحه متسعا من الوقت للاجتهاد , و نبقى نشككك في نوايا الاخرين بذريعة ان الذي سبق فشل في المهمة .و بالتالي سيجنا حول انفسنا حواجز الاحباط و الانانية وهيمنت علينا عقلية التواكل و الهروب من المسؤولية و صارت العقبة الرئيسية التي تحول دون وجود وضع علائقي دينامي بين المجتمع المحلي و المجلس البلدي.
من اهم خصائص هذه العقلية =
**النرجسية المفرطة مما تجعلنا نتمحور حول الذات و نضخم الانا الى ان يصبح مؤسسة في حد ذاتها.
**هيمنة المنطق الصوري في صياغة الافكار مما يجعل البعض لا يري الا لونا واحدا و لا يتوصل الا الى نتيجة واحدة مهما تعددت صيغة التعقل.
**الوضع المازوخي للمواطن , كلما تعاملت معه باحترام كلما اعتقد ان هذا ينم عن ضعف بالتالي تسوله نفسه التمادي في الاحتواء و الهيمنة و تحدي القوانين و هذه الصفات مع الاسف لا تزال يتسم بها المواطن في المجتمعات المحلية .
**لا مبالات المواطن انعكست سلبا على العمل البلدي و عرقلت مسيرته و همشت مخططاته =في اعتقاد البعض ان البلدية مثل سائر المؤسسات المجتمعية الاخرى وظيفتها الاساسية اسداء الخدمات بدون ان تطالبه بالقيام بواجباته.
**كلما استجوبت مواطنا رايه في البلدية التي ينتمي اليها لا تلمس منه الا التذ مر و الانتقاد و تضخيم السلبيات و في ذات الوقت يغض الطرف عن التجاوزات و الاخلالات التي يحدثها المواطن بالرغم انها جلية للعيان.
في ظل هذه الخصائص و المعطيات من الصعب ان تقام علاقة متوازنة بين المواطن و البلدية
بلدية قصور الساف
وقع حل المجلس البلدي السابق و حولت جميع صلوحياته الى المجلس الانتقالي تحت اشراف معتمد الجهة
لقد فوجئ المواطن بهذا الاجراء المباغت فنزل عليه بردا و سلاما
الوضع البلدي اصبح في وضع مزري=
***** ضعف القرار البلدي في خضم الخصومات التي كانت تنشب من حين الى اخر بين افراد المجلس البلدي
****ا لفوضى الادارية مما عكر صفو العمل الخدماتي و اصبح التسويف و المماطلة مالوفة لدي العون الاداري
*****ممارسة المحسوبية و التدخل الشخصي علي حساب تطبيق القوانين و خصوصا في قطاع الاشغال
**** ضعف الاداء البلدي على مستوي النظافة في الشوارع ,المارة , اكوام الزبالة المتراكمة في الازقة و الطرقات
التباين بين المجلس المقال و المجلس الانتقالي=
الاكراه الاداري ( المقصود الصرامة في اسداء الاوامر) يكون محبذا في بعض الاحيان ,الذي حدث في بلدية قصور الساف ان هذا الاسلوب في العمل اتى بنتائج جد طيبة ان لم اقل ممتازة بالرغم من شح الموارد والاعتمدات ,اصبح الاداء البلدي طيبا و هذا ما لمسه المواطن العادي ,نظافة الطرقات اصبحت تتم بشكل دوري و منتظم (طبعا في حدود الامكان).
*** القرار البلدي اصبح متزنا و ثابتا و لم نعد نسمع بتجاوزات كبيرة.
***العمل الاداري للبلدية وقع تنظيمه بشكل محكم و فعال و الملفت للانتباه ان قسم الاشغال تخلص و بشكل نهائي من الفوضى التي كان يعاني منها و و اصبح تحت اشراف فني مختص جدي و ملم بخفاياه واشكالياته.
***قسم الحالة المدنية كذلك اصبح ينجز خدماته بسرعة و اتقان.
لكن بالمقابل ظل المواطن يرفض استخلاصات الجباية المحلية و بقي العمل البلدي مرتهن بهذه المداخيل نظرا لما تفتقرله الجهة من قطب صناعي او سياحي يمكن ان يدر على البلدية مداخيل اظافية مثلما هوالحال لدي المد ن الساحلية الاخري.
اصبح المسؤول غير مرغوب فيه لما يمارسه من اكراهات على المواطنين لاجبارهم على دفع الاداء البلدي مما دفغ بالعون البسيط الى تقديم الاعذار و المبررات مبرزا ان ليس له دخل في مثل هذه القرارات لاعتبارات اجتماعية (شخصية و نفعية......الخ).
ملاحظات اسوقها للارتقاء بالعمل البلدي ==
***** العمل على توعية المواطن بقيمة و تحضر العمل البلدي و دوره في تحسين معيشة المواطن و هذا لا يتم الا بتظافر جميع الاطراف من مجلس بلدي و مواطنين و جمعيات بمختلف اشكالها .
****دعم صلوحية الكاتب العام للبلدية لما تتوفرله من دراية و خبرة و المام بأدق تفاصيل العمل البلدي .
****تكثيف الجلسات التمهيدية و اقامة حوارات مفتوحة مع المواطن بكل شفافية و صراحة و ان يقف على اوجه االصعوبات و النقصان و يستمع الى وجهة نظر المسؤول و العراقيل التي تعترض طريقه في انجاز مهامه و من خلال هذا التواصل تتدعم الثقة المتبادلة بين المواطن و البلدية
****تفعيل لجان الاحياء لما تلعبه من ادوار توعوية و انجازية في تحسين المظهر الخارجي للحي او الحومة و تقريب وجهات النظر بين المواطن و البلدية
****تشكيل وحدات لجانية في مختلف الميادين ثقافية , بيئية ,اقتصادية ينخرط فيها المواطنون عن طواعية لتطويرللعملا لبلدي للمصلحة العامة و تعمل على دفع المواطن الى المشاركة في تحمل المسؤولية .
****ارساء و دعم روح المدنية في الجيل الجديد و تنشيط و زرع هذا الوعي في الاطفال و التدريب على المسؤولية الاجتماعية و التعرف على حقوق الفرد و احترام القانون.